ما هو مستقبل إدارة الموارد البشرية؟
[ad_1]
بينما نقف على أعتاب حقبة جديدة من تطوُّر التكنولوجيا، فإنّ الكثير من القطاعات ستتطوّر معها أيضًا، والتي من بينها إدارة الموارد البشريّة. تُعد الموارد البشرية جزءًا مهمًا من أي منظمة، مما يعني أنَّ متخصصي الموارد البشرية لن يذهبوا إلى أي مكان مع اقتحام الذكاء الاصطناعي لسوق العمل وإزاحته للكثير من الوظائف. ومع ذلك، سيتعيّن عليهم إحداث الكثير من التغييرات لتتماشى مع الطفرة التكنولوجيّة التي نمر بها.
في هذا المقال، سنرسم صورة مُستقبليّة لشكل قسم الموارد البشريّة ونتطرّق إلى التغييرات التي ستطرأ عليه في غضون سنوات قليلة من الآن. وبينما تمر إدارة الموارد البشرية بهذه الطفرة ، يُعد فهم هذه التغييرات أمرًا بالغ الأهمية لمتخصصي الموارد البشرية الذين يهدفون إلى قيادة مؤسساتهم إلى النجاح.
اقرأ أيضًا: ما هي أفضل أنظمة الموارد البشرية للشركات؟
استكشف كافةً المهن والوظائف، سواءً أكاديمية، مهنية، أو تقنية. استكشف الأن
ما هو مستقبل إدارة الموارد البشرية؟
على مدار العشرين عامًا الماضية، شهدت الموارد البشرية تقدمًا كبيرًا ومن المُتوقّع أن تستمر في التغير خلال العقود القليلة القادمة. على سبيل المثال، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت أقسام الموارد البشرية تعتمد في الغالب على الورق ولم تكن المؤسسات تستخدم أنظمة الموارد البشريَّة ضمن نطاق عملها.
يُمكن أن يُبيّن هذا الأمر مدى التحوُّل الذي يُمكن أن يحدث في إدارة الموارد البشريّة في غضون سنواتٍ قليلة! وفيما يلي أهم التغييرات التي ستتعرّض لها أقسام الموارد البشريّة في المستقبل:
1. الأتمتة
الموارد البشرية هي أحد المجالات التي ستتغيَّر بالكامل بسبب التكنولوجيا. ونظرًا لأنّ قائمة المهام الخاصَّة بموظف الموارد البشرية تستمر في التزايد، سيجب على المُديرين إيجاد حلول للمُساعدة في تبسيط المهام لموظفيهم. في الواقع، يُقدِّر معهد ماكينزي العالمي أن 56% من المهام اليوميَّة التي ينجزها موظفو الموارد البشرية يُمكن أتمتتها باستخدام التقنيات الحالية.
على سبيل المثال، يُمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التعامُل مع المُرشَّحين للوظائف، والإجابة على أسئلتهم الشائعة، وجدولة المقابلات، مما يتيح لموظفي الموارد البشريَّة فرصة التركيز على المهام الأكثر تعقيدًا. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في منصَّات مقابلات الفيديو لتقييم الإشارات غير اللفظية للمرشحين، وأنماط الكلام، ومؤشرات أخرى لتوفير رؤى إضافية حول مدى ملاءمتهم للوظيفة.
أضف إلى ذلك أنّ الكثير من منصَّات الخدمة الذاتية للموظفين ستتيح إدارة مهام الموارد البشرية الخاصَّة بهم، مثل تحديث المعلومات الشخصية، والوصول إلى كشوف المرتبات، والتقدم بطلب للحصول على إجازة، مما يزيد من كفاءة قسم الموارد البشريّة في أي مؤسسة. كما سيتم الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي لإجراء استطلاعات مُنتظمة لقياس مشاعر الموظفين وتقييم رضاهم ومعرفة النقاط التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام.
سيتم كذلك أتمتة مهام الموارد البشرية الروتينيَّة، مثل معالجة كشوف المرتبات وإدارة المزايا وإعداد تقارير الامتثال، لتقليل الأخطاء وتوفير الوقت. وبالتالي، سيُصبح دور موظّف الموارد البشريّة أسهل وأكثر تركيزًا على المهام غير الروتينيّة.
اقرأ أيضًا: ما هي التغذية الراجعة في العمل وما أهميتها؟
2. تحليلات الموارد البشرية
نظرًا لأنّ مستقبل الموارد البشرية يشهد المزيد من التكنولوجيا والأتمتة، سيشهد قسم الموارد البشريَّة زيادةً في استخدام برامج التحليلات بالذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الأشخاص واتّخاذ قرارات بناءً عليها. في اللحظة الحالية، تستخدم حوالي 68% من المؤسسات بالفعل مستوى معينًا من برامج تحليلات الموارد البشرية ومن المرجح أن تنمو هذه النسبة خلال العقد القادم.
من المُتوقّع أنّه بحلول نهاية هذا العقد سيتوقّف الاعتماد الكامل على جداول بيانات برنامج الإكسل، وسيتم استبدالها ببرامج تحليلات الموارد البشرية لاتخاذ قرارات أفضل تعتمد على البيانات فيما يتعلق بإدارة الأفراد. في اللحظة الحالية، لا يتمتّع حوالي 35% من قادة الموارد البشرية بالمهارات اللازمة لتحليل البيانات واستخلاص الأفكار منها، ولا تتجاوز نسبة الخبراء منهم في هذا المجال أكثر من 28%.
في المستقبل، ستُساعد خوارزميَّات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي موظفي الموارد البشرية في تحليل كميات هائلة من البيانات واتّخاذ قرارات بناءً على ذلك. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن لهذه التحليلات التنبؤ بالاحتياجات المستقبليّة من المهارات للمؤسسة بناءً على اتجاهات السوق، مما يُساعد قسم الموارد البشرية على ترتيب عمليّة التوظيف وتنظيم برامج إعادة تدريب المُوظّفين.
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع مديرك وزملائك في العمل؟
3. سياسة التنوُّع والشمول
عند الحديث عن سياسات إدارة الموارد البشريَّة في المستقبل، فإنَّ التنوع والشمول سيكون في مقدمة أولوياتها. فالتنوُّع والشمول أكثر من مُجرَّد كلمات طنانة، بل هي ركائز أساسّة ستقوم عليها استراتيجيّات أقسام الموارد البشريَّة في المُستقبل.
توفِّر القوى العاملة المُتنوِّعة مجموعة واسعة من وجهات النظر والخبرات والأفكار. عندما يتعاون أشخاص من خلفيات مختلفة، يمكنهم تقديم حلول فريدة للمُشكلات. وبالتالي، يُمكن لهذا التنوع في التفكير أن يدفع الابتكار، ويساعد المؤسسة على تطوير منتجات وخدمات وعمليات جديدة تلبي بشكل أفضل احتياجات قاعدة عملاء متنوعة.
وعليه، بدأت أقسام الموارد البشريّة في اتِّباع نهج أكثر جديَّة تجاه التنوع والشمول في بيئة العمل لتُصبح أكثر جاذبيةً للمرشحين المحتملين. لذلك، من المُتوقّع أنّ قادة الموارد البشرية سيلجأون لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتخذ قرار تعيين المُوظَّفين بناءً على كميّة ضخمة من بيانات التوظيف السابقة والتي تقوم على خوارزميّات تأخذ بدورها جانب التنوُّع والشمول في الاعتبار.
اقرأ أيضًا: كيف يسهم إتيكيت العمل في تحسين ثقافة العمل وتعزيز الفرص المهنية
4. استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي
من بين جميع صور التكنولوجيا الأخرى، يُعد الذكاء الاصطناعي التوليدي بمثابة قوَّة تحويلية هامّة ستعيد تشكيل مستقبل إدارة الموارد البشرية، حيث يعمل على تبسيط عملية جذب المواهب ومشاركة الموظفين وإدارة القوى العاملة.
على سبيل المثال، سيقوم مُتخصصي الموارد البشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في صياغة أوصاف وظيفيَّة واضحة وشاملة وجذَّابة للمُرشَّحين المُحتملين. ومن خلال تحليل إعلانات الوظائف الناجحة، يُمكن لموظفي الموارد البشريّة – باستخدام الذكاء الاصطناعي – إنشاء أوصاف تستهدف الموهبة المطلوبة بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، سيعتمد موظفو الموارد البشريّة على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتعامل مع الخدمات اللوجستية الخاصَّة بجدولة المُقابلات وإرسال إيميلات المُتابعة، وتبسيط عمليَّة التوظيف وتحسين تجربة المُرشَّح. كما سيعتمدون على المُساعدين الافتراضيين لتوجيه المُوظَّفين الجدد خلال عملية الإعداد، والإجابة على الأسئلة الشائعة، وتوفير الموارد اللازمة، وبالتالي تعزيز تجربتهم الأولية وتقليل العبء على موظفي الموارد البشرية.
كمثالٍ آخر، سيعتمد موظفو الموارد البشريّة على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل مهارات الموظف الحالية وأهدافه المهنية وبيانات الأداء لإنشاء خطط تعليميَّة وتطويريَّة خاصّة بكل موظّف مما يضمن حصول الموظفين على تدريب يتماشى مع نموهم المهني. كما سيتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء مواد تدريبية، مثل وحدات التعلم الإلكتروني والاختبارات والمحاكاة التفاعلية، وغيرها.
مع كل هذه التغييرات، ليس من المستغرب أن تبلغ قيمة الذكاء الاصطناعي التوليدي في سوق الموارد البشرية حوالي مليار و 669.3 مليون دولار بحلول عام 2032.
اقرأ أيضًا: كيف تكتب الخبرات العملية في السيرة الذاتية؟
5. العمل عن بعد
لقد تحوَّل العمل عن بعد من حل مؤقت خلال جائحة كوفيد-19 إلى خيار دائم عند الكثير من الشركات. ومع بدء عودة الموظفين إلى المكتب، أدركوا أنَّ العمل عن بعد أكثر ملاءمةً لهم بدلاً من القدوم إلى المكتب كل يوم، حيث يتيح لهم تحقيق المزيد من التوازن بين العمل والحياة وتوفير نفقات التنقُّل. وفي استطلاع رأي تم إجراؤه عام 2020 على عدد من الموظّفين في الشركات الأمريكيّة، فإنّ 77% من الموظفين يرون أنَّ وجود خيار العمل من المنزل سيجعلهم أكثر سعادة.
ونتيجةً لذلك، ستقوم أقسام الموارد البشريَّة بتطوير سياسات تدعم بيئات العمل عن بعد. فمع تغيُّر نمط العمل التقليدي من الساعة 9 إلى 5، سيتغيَّر أيضًا نمط التواصل بين الموظفين ومُوظّفي الموارد البشرية.
في هذه الحالة، ستلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في في دعم بيئة العمل عن بعد، حيث ستحتاج الموارد البشرية إلى الاستفادة من مجموعة من الأدوات والمنصَّات الرقمية لتسهيل التواصل والتعاون بين الفرق البعيدة. سيتضمَّن ذلك برامج المقابلات عبر الفيديو وأدوات إدارة المشاريع ومنصات الموارد البشرية الرقميَّة التي تعمل على تبسيط المهام الإدارية وتوفير خيارات الخدمة الذاتية للموظفين عن بعد.
اقرأ أيضًا: كيف تدير الحوارات الصعبة والنقااشات الحادة في العمل؟
6. انتهاء أنظمة الموارد البشريّة التقليديّة
ما يقرب من 40٪ من قادة الموارد البشريَّة يشكون من أنَّهم يُركِّزون بشكلٍ كبير على الأعمال الورقيَّة والأنشطة الإدارية، وهو الأمر الذي يعيق أداءهم وتركيزهم على المهام الأخرى الأكثر أهميّة.
حتى الآن، تجد العديد من الشركات صعوبةً في الاستثمار في تقنيات الموارد البشريَّة. ونتيجةً لذلك، لا يزالون يستخدمون أنظمة منفصلة للموارد البشرية، والمشكلة هي أنَّ العديد من هذه الأنظمة لا يتم تحديثها بانتظام، وبالتالي قد تعيق الإنتاجية بدلاً من تقديم المُساعدة المطلوبة. لكنَّ هذا الاتجاه لن يستمر في مستقبل الموارد البشرية!
في الواقع، بدأت الكثير من الشركات في اعتماد أنظمة الموارد البشريّة الأكثر تطورًا مثل منصَّات تحليلات الموارد البشرية، وبرامج الرد الآلي، وتطبيقات مُساعد الكتابة والمزيد. كل هذا يعني أنَّ مستقبل الموارد البشريَّة يحمل في طياته عصرًا جديدًا حيث سيتم التعامل مع مهام الموارد البشرية المُتطوِّرة والمُتكرِّرة من خلال أنظمة حديثة، مما يسمح للخبراء بالتركيز على أعمال أكثر جاذبيَّة مثل وضع الاستراتيجيّات والقيادة والتوسُّع.
اقرأ أيضًا: أفضل مهارات العمل عن بعد لكتابتها في السيرة الذاتية
حان الوقت لتنمية مخزونك من المهارات الشخصية والوظيفية وكذلك الأكاديمية من خلال مقالات تطوير المهارات اطَّلع عليها الآن!
ختامًا، قد تكون هذه التغييرات في مستقبل إدارة الموارد البشريَّة ثوريةً بعض الشيء، ولكنّها أمر لا بد منه للمضي قدمًا وإنشاء بيئة عمل أفضل. ومع تطوُّر تقنيّات أساليب الموارد البشرية، يجب أن تكون جميع المؤسسات جاهزة أيضًا. فإذا كانت مؤسستك مُستعدَّة لأتمتة المهام، واستخدام أدوات التحليلات، وتطبيق سياسة التنوُّع، واستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإتاحة العمل عن بُعد للموظفين، والتخلُّص تمامًا من أنظمة الموارد البشريّة التقيديّة، فإنّها ستكون مهيأة للمستقبل.
ومع الأخذ في الاعتبار أنّ هذه التغييرات ليست اختياريّة، يجب أن يبدأ جميع مديري التنمية البشريّة في مواكبة هذه التغييرات لضمان أن تبقى مؤسساتهم في المنافسة. وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في موقعنا ليصلك المزيد من مقالاتنا أولًا بأوّل.
اقرأ أيضًا: فن القيادة: كيف تبني فريق العمل المؤثر؟
اقرأ أيضًا: بيئة العمل في المستقبل: كيف ستبدو مكاتبنا بعد 10 سنوات؟
اقرأ أيضًا: المنافسة في العمل: مميزاتها وسلبياتها
المصادر: mckinsey، peoplespheres، peoplehum
Source link