اكتشف فوائد الصيام على الصحة الجسدية والنفسية
[ad_1]
لا شكّ أنّ الصيام هو شعيرة دينيّة مُقدّسة عند مئات الملايين حول العالم، حيث يُعدّ وسيلة للتحرّر من أعباء الحياة الماديّة والتخلّص من قيود النفس والرغبات الإنسانية والتواصل الروحي مع الخالق العظيم. لكن إلى جانب جذوره الدينيَّة، فقد حظي الصيام باهتمام مُتزايد من العلماء والباحثين في مجال الصحّة للبحث في آثاره العميقة على الصحة البدنية والنفسيّة. فالصيام ليس فقط عبادة روحانية، بل هو أيضًا علاج طبيعي ووقاية صحية للجسم والنفس.
التعلم عملية مستمرة لا تنتهي، وكما يحتاج الجسم إلى الغذاء لينمو ويقوى، يحتاج عقلك أيضًا إلى غذاء خاصّ به، وغذاء العقل هو القراءة والعلم. تصفَّح الآن!
ما هي فوائد الصيام؟
- خسارة الوزن
- تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
- تقليل الالتهابات
- تحسين وظائف المخ
- تحسين صحة القلب
- الانضباط والتحكم في النفس
- تنمية الشعور بالامتنان
في هذا المقال، نتعمَّق في فوائد الصيام مُتعدِّدة الأوجه، ونستكشف – اعتمادًا على الدراسات العلميّة المُثبتة – كيف يُؤثِّر الصيام بطرقه المُختلفة سواء كان كل يوم أو يوم في الأسبوع على كُلٍّ من الجسم والعقل، حيث سنتعرَّف على فوائد الصيام للجسم والصحة النفسية.
وسنرى كيف يُساعدنا الصيام على تجديد حيويّة أجسامنا، وتحسين وظائف أعضائنا الحيويَّة، وتنظيم مستويات السكر والدهون والضغط في الدم، وإنقاص الوزن الزائد والحفاظ على اللياقة البدنية. كما سنتعرَّف كذلك على كيفيّة تأثير الصيام على صحتنا النفسيَّة، ومُساعدتنا على تقوية العلاقة مع الله والتقرُّب إليه، والتخلص من القلق والاكتئاب والضغوط النفسيَّة.
اقرأ أيضًا: كيف تطور ذاتك وتزيد من إنتاجيتك في رمضان؟
1- خسارة الوزن
أظهرت العديد من الدراسات، بما في ذلك دراسة من المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يفقدون وزنًا أكبر خلال فترة الصيام، مع انخفاض كبير في نسبة الدهون لديهم بين فترتين قبل وبعد رمضان.
الصيام يعني فترات طويلة من الوقت دون استهلاك أي سعرات حرارية، وعندما لا يحصل الجسم على السعرات الحرارية اللازمة له من الطعام، فإنَّه يبدأ في استخدام الدهون المُخزَّنة كمصدر للطاقة، ممّا يُؤدّي إلى فقدان الوزن. علاوةً على ذلك، تنخفض مستويات الأنسولين في الجسم أثناء الصيام، مما يسمح للخلايا الدهنية بإطلاق الأحماض الدهنيَّة المُخزَّنة. يتم بعد ذلك تكسير هذه الأحماض الدهنيَّة واستخدامها كوقود للطاقة. ونتيجةً لذلك، تزداد قدرة الجسم على حرق الدهون، مما يُعزِّز أيضًا فقدان الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، عند تقليل كمية الكربوهيدرات المُستهلكة أثناء الصيام، يقل نسبياً مخزون الجليكوجين في الجسم. وبما أن الجليكوجين يُحتفظ بالماء، فإن تناقصه يُساهم في فقدان الوزن الناتج عن فقدان الماء الزائد. وغالباً ما يُلاحظ هذا الانخفاض الأوَّلي في الوزن خلال المراحل الأولى من الصيام.
كما يُمكن كذلك للصوم أن يُساعد في تنظيم الشهية من خلال التأثير على الهرمونات التي تتحكَّم في الجوع والشبع. ويميل هرمون الجريلين – وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز الجوع حيث يتمّ إنتاجه في القناة الهضمية عندما تكون المعدة فارغة – إلى الانخفاض أثناء الصيام، ممّا يؤدي إلى انخفاض الشعور بالجوع. وهذا يُمكن أن يُسهِّل عليك اتِّخاذ خيارات غذائية صحيَّة، مما يُساهم في النهاية في فقدان الوزن.
تعرَّف على: أفضل نظام غذائي صحي في رمضان | نصائح لتغذية سليمة
2- تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
يعمل الصيام على تعزيز حساسية الأنسولين، وهو أمر بالغ الأهميَّة في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني. يشير مصطلح حساسيّة الأنسولين إلى مدى حساسية الجسم واستجابته للأنسولين، بمعنى أنّ الجسم الذي لديه حساسية عالية للأنسولين يحتاج إلى كميَّة أقل من الأنسولين لتخفيض مستوى السكر في الدم، والعكس صحيح.
عندما تصوم – خاصةً لفترات طويلة – فإنَّ ذلك يسمح لجسمك بتنظيم مستويات السكَّر في الدم بشكلٍ أفضل، ويُمكن أن يساعد ذلك في تقليل مقاومة الأنسولين – وهو العامل الأساسي لمرض السكري من النوع الثاني – وتحسين قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكلٍ فعّال.
بالإضافة إلى ذلك، عندما تصوم يعتمد جسمك على الجلوكوز المُخزَّن للحصول على الطاقة، ممّا يؤدي إلى إطلاق الجلوكوز تدريجيًّا في مجرى الدم، وهذا يُمكن أن يمنع الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر في الدم ويقلل الضغط على البنكرياس لإنتاج الأنسولين.
يُعزِّز الصيام كذلك عملية خلويَّة تُسمى الالتهام الذاتي، والتي تتضمَّن إزالة الخلايا التالفة أو المختلة. تساعد هذه العملية في الحفاظ على صحة ووظيفة خلايا بيتا في البنكرياس، المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. ومن خلال دعم تجديد خلايا بيتا والحفاظ عليها، يُساهم الصيام في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
اقرأ أيضًا: عادات رمضانية عند الشعوب العربية والإسلامية
3- تقليل الالتهابات
وهي إحدى فوائد الصيام، حيث يعمل الصيام على تقليل ما يُعرف بالإجهاد التأكسدي، والذي يحدث عندما يكون هناك خلل بين إنتاج الجذور الحُرّة وقدرة الجسم على تحييدها بمضادات الأكسدة. بمعنى أنّ هذه الجذور الحرّة تنتشر بشكلٍ كبير مع عدم قدرة الجسم على التخلّص منها نتيجة لعدم وجود ما يكفي من مضادات الأكسدة. هذه الجذور الحرّة هي عبارة عن جزيئات غير مُستقرّة داخل الجسم والتي تتفاعل مع جزيئات مهمة أخرى، مثل البروتينات والحمض النووي، وتؤدي إلى إتلافها.
يُمكن أن يؤدي هذا الإجهاد التأكسدي المفرط إلى التهاب وتلف الخلايا والأنسجة. تشير العديد من الدراسات أنَّ الصيام يُمكن أن يُحفّز من إنتاج الجسم للإنزيمات المضادة للأكسدة، مثل ديسموتاز الفائق أكسيد (SOD) والكاتلاز، مما يساعد على تحييد الجذور الحرة وتقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات.
يُمكن كذلك أن يُوفِّر الصيام فترة راحة للجهاز الهضمي، مما يسمح للأمعاء بالشفاء. يُمكن أن يكون هذا الأمر مفيدًا للأفراد الذين يعانون من حالات مرتبطة بالتهاب الأمعاء، مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD).
إليك الآن: من أجمل صور التكاتف والعطاء في شهر رمضان | أعمال الخير في رمضان
4- تحسين وظائف المخ
يعمل الصيام على زيادة إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) وهو بروتين يُعزِّز نمو وبقاء الخلايا العصبيَّة ويلعب دورًا هامًا في المرونة العصبية، أي قدرة الدماغ على التكيّف وتكوين شبكات عصبيّة جديدة. وكُلمّا زادت مستويات بروتين BDNF كلما ازدادت الوظيفة الإدراكية والذاكرة والقدرة على التعلُّم.
بالإضافة إلى ذلك، يتحول الجسم أثناء الصيام من استخدام الجلوكوز كمصدر أساسي للطاقة إلى استخدام الكيتونات، التي يتم إنتاجها من الدهون المُخزَّنة. تُعتبر هذه الكيتونات وقودًا أكثر كفاءةً للدماغ، حيث تُوفِّر إمدادًا ثابتًا من الطاقة دون تقلبات نسبة السكر في الدم المرتبطة بنظام غذائي عالي الكربوهيدرات. يُمكن أن يُعزز هذا التحوّل وظائف المخ، مما يؤدي إلى تحسين التركيز والأداء المعرفي في المُجمل.
ثبت أيضًا أنَّ الصيام له تأثيرات وقائيَّة للخلايا العصبيّة، حيث يحمي من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والأمراض التنكسيّة العصبيّة. أثبتت الدراسات أن الصيام يُمكن أن يُعزِّز مُقاومة الخلايا العصبيّة للإجهاد التأكسدي، ويُقلِّل من تراكم البروتينات السامة في الدماغ، ويُعزِّز إنتاج مضادات الأكسدة والجزيئات الواقية للأعصاب مما يمنع أمراض المخ المُرتبطة بالعمر كالزهايمر.
تصفَّح مقالنا التّالي بعنوان: كيف أتحكم في أعصابي وغضبي خلال الصيام في شهر رمضان؟
5- تحسين صحّة القلب
وهي من أهمّ فوائد الصيام على الجسم، حيث يُعرف ارتفاع ضغط الدم بأنّه من أخطر العوامل التي تؤدّي لأمراض القلب والأوعية الدمويَّة، وهُنا تأتي أهميّة الصوم الذي يرتبط عادةً بانخفاض مُستويات ضغط الدم إلى مستوى مُناسب. من خلال خفض ضغط الدم، قد يساعد الصيام على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومُضاعفات القلب والأوعية الدموية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، وُجد أنَّ الصيام يُقلِّل من مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، والذي يشار إليه غالبًا باسم الكوليسترول “الضار”. تُساهم المستويات المُرتفعة من كوليسترول (LDL) في الإصابة بتصلّب الشرايين، وتراكم الترسبات فيها، ممّا قد يؤدّي إلى الإصابة بأمراض القلب. من خلال خفض نسبة كولسترول LDL، يُمكن أن يساعد الصيام في الحفاظ على صحة القلب من أي أمراض قلبيّة مُباشرة أو أمراض مٌرتبطة بانسداد الأوعيّة الدمويّة الفرعيّة. بجانب الكوليسترول، وُجِدَ أنَّ الصيام يُؤثِّر بشكل إيجابي على مُستوى الدهون في الدم، حيث يُقلِّل من مستويات الدهون الثلاثية، وهو نوع آخر من الدهون والذي يرتبط عند ارتفاعه بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
ثبت كذلك أنَّ الصيام يُحسِّن وظيفة القلب ويُقلّل من خطر الإصابة بقصور القلب، حيثُ يُمكن أن يُعزِّز كفاءة عضلة القلب، ويقلل من الإجهاد التأكسدي، ويحسن استقلاب الطاقة الخلوية في القلب. تساهم هذه العوامل في تحسين صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بأي مضاعفات كالستكات القلبيّة أو الجلطات وغيرها.
اطَّلع على المزيد: تعلم كيفية تنظيم وقتك في رمضان لتحقيق أكبر استفادة ممكنة!
6- الانضباط والتحكم في النفس
نظرًا لأنّ الصيام يتطلَّب من الأفراد الالتزام بأنماط أكل مُحدَّدة بمواعيد مُنتظمة والتحكّم في شهوة الطعام، فإنّه بذلك يغرس روح الانضباط وضبط النفس من خلال هذه القواعد الإجباريّة لتناوُل الطعام والشراب. ومن خلال تكرار هذا الأمر كل يوم أو بنمط مُستمر، يُطوِّر الشخص شعورًا لا إراديًّا بالانضباط في عاداته الغذائيَّة، مما يجعل من السهل عليه مُقاومة أي طعام غير صحي بعد ذلك.
وبعيدًا عن الطعام والعادات الغذائيّة، يُمثِّل الصيام كذلك فُرصةً رائعة لتقوية العزيمة والإرادة، والقدرة على مقاومة الإغراءات أو الدوافع قصيرة المدى لصالح أهداف طويلة المدى وهذه إحدى أهم فوائد الصيام. وعندما يلتزم الأفراد بالصيام، يجب عليهم مقاومة الرغبة في تناول الطعام أو الشراب خلال فترة الصيام. لذلك، يُمكن أن يصل هذا الامتناع عن الطعام إلى إلى ما هو أبعد من عادات الأكل حيث يمتد إلى التحكّم في جميع الشهوات والرغبات في الحياة بشكلٍ عام، مما يُؤثِّر بشكلٍ إيجابي على مجالات أخرى من الحياة التي تتطلب ضبط النفس.
أضف إلى ذلك أنّ الصيام يُعلّم قوّة التحمّل والصبر على المُنغِّصات والأمور المُزعجة مثل آلام الجوع دون الاستسلام للرضا الفوري. ومن خلال ممارسة ضبط النفس وتحمُّل الجوع والعطش أثناء الصيام، يُمكن بناء قدرة فائقة على التحمّل فيما بعد.
إليك الآن مجموعة من أشهر المسلسلات التي يمكنك مشاهدتها في رمضان
7- تنمية الشعور بالامتنان
يُمكن القول أنّ بعضًا من الناس على هذه الأرض غير راضين عن حياتهم أو مُمتنين إلى النعم التي بين أيديهم، فالجميع يبحث عمّا هو أفضل ويتطلَّع إلى حياة أكثر إشباعًا من التي يعيشها. وهنا يأتي دور الصوم الذي يُساعد بشكلٍ كبير في تنمية الشعور بالامتنان للخالق العظيم والقناعة بما لدينا من النعم.
عندما يمتنع الشخص عن تناول الطعام، فإنّه يُطوّر شعورًا لا إراديًّا بالتقدير لنعمة الطعام التي كان يجدها أمرًا مُسلَّمًا به ولا يستحق التقدير. حتى شربة الماء البارد التي كان لا يُعيرها أهميّة، فجأة تتحوّل إلى أهم نعمة على الأرض. يُمكن أن يمتد هذا الامتنان أو الشعور بتقدير ما لديك بالفعل إلى ما هو أبعد من الطعام ليشمل جوانب أخرى من الحياة، ممّا يؤدي إلى عقليّة أكثر تقديرًا ووعيًا.
أضف إلى ذلك أنّ الصيام يُمكن أن يُساعد الناس على تجاوز التعلّق بالمُمتلكات والعادات والرغبات الماديَّة والتي هي السبب الرئيسي في الشعور بعدم الرضا والامتنان. ومن خلال الامتناع طوعًا عن الطعام أو عن بعض أنواع المتع، يكتسب الأفراد شعورًا بالانفصال عن اقتناء الأشياء الماديّة. تسمح عملية الانفصال هذه بالنمو الشخصي، حيث يتعلَّم الأشخاص الاعتماد بشكلٍ أقل على العوامل الخارجيَّة لتحقيق السعادة، وبدلاً من ذلك يُركّزون على العوامل الداخليّة كالقناعة والامتنان والاتِّصال الروحي بالخالق العظيم.
الخطوة الأولى لتحقيق أهدافك تكمن في اتخاذ القرار بألاّ تبقى مكانك، ونحن في منصة فرصة نساعدك على ذلك تصفح مقالات تطوير الذات الآن
خِتامًا، استعرضنا في هذا المقال بعض الفوائد الجسدية والنفسيّة للصيام، وأوضحنا كيف يُساهم في تحسين صحة الجسم والنفس، والوقاية من الأمراض والمشاكل الصحيّة، وتهذيب النفس وتنقيتها من الشهوات والرغبات الماديّة التي لا تنتهي، وهو الأمر الذي يجعل الصوم عبادة مُتكاملة تربط بين الجانب الديني والروحي والفوائد الصحيّة.
وأخيرًا، ندعوكم لمشاركة هذا المقال مع الأهل والأصدقاء لتعم الفائدة، والاشتراك في موقعنا ليصلكم كل جديد من مقالاتنا التي ستجعلكم على اطّلاع دائم بأحدث المعلومات في مُختلف المجالات بدءًا من الثقافة العامّة إلى التطوير المهني والذاتي والسفر إلى الخارج!
اقرأ أيضًا: أشهر أقوال ستيف هارفي المحفزة
تصفَّح المزيد: أشهر اقتباسات وأقوال إبراهيم الفقي
ابدأ الآن بتطوير نفسك في المجال الذي ترغب به من خلال دورات أون لاين متنوعة على منصة فرصة مُقدّمة من مختلف المنصات العالمية.
المصادر: medicalnewstoday، healthline، airows
Source link