ماذا تفعل الصدمات النفسية بالإنسان؟
[ad_1]
في رحلتنا الحياتيّة، نمُر ببعض اللحظات الأليمة التي قد تترك أثرًا عميقًا على صحتنا النفسيّة، والتي يظهر أثرها في أي وقت تاركةً بصماتها العميقة في عقولنا وقلوبنا.
ولكن، كيف لبعض اللحظات أن تترك كل هذا التأثير على حياة الشخص وتتسبّب في تغيير نظرته لنفسه بالكامل! وما هي الصدمات النفسيّة، وكيف تتسلّل إلى حياة الإنسان وتُؤثِّر في تشكيل هويّته وتفاعله مع العالم من حوله؟ وهل يُمكن مُعالجة هذه الصدمات النفسيّة بشكل جذري؟ وكيف يمكن للفرد أن يعيش حياة صحية ومتوازنة بعد تلك التجارب الصعبة؟
اقرأ أيضًا: كيف تكون مبتكرًا وتعيش مبدعًا؟| مُلخّص البودكاست
بودكاست: تأثير الصدمات على الإنسان
في هذا البودكاست، تبدأ سلمى المُفتي حديثها بفكرة الصدمات العاطفيّة التي قد يصعُب الشفاء منها ويُمكن أن يكون لها آثار سلبيّة كبيرة على حياة الإنسان، وكيف يُمكن أن تتجذّر بعُمق في الشخص وتُغيِّر طباعه وكيانه الداخلي بالكامل. لذلك، يُعد فهم الصدمات النفسيّة ومعرفة كيفيّة التعامل معها أمر حاسم وضروري حتى لا يكون لها تأثير دائم على حياة الشخص، بما في ذلك صورته الذاتيّة عن نفسه وعلاقاته مع الآخرين.
وتُسلِّط المفتي الضوء على أنّ العديد من الأشخاص الذين يعانون من الصدمة قد لا يتذكَّرون الحدث نفسه، ولكن بسبب كبت الشعور السئ الذي شعروا به لفترة طويله، فإنّه يترك أثرًا في العقل اللاواعي للشخص مما يؤدي إلى ردود أفعال وتجارب سلبية لاحقًا في الحياة. ولا تقتصّر آثار التعرُّض للصدمات على مُجرّد مشاعر سيئة أو شعور بالحزن، بل قد تتسبّب في حدوث الكثير من التغييرات في الشخص الذي تعرّض للصدمة، بما في ذلك التغييرات في سلوكيّاته.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: كيف تحصل على وظيفة وتتطور مهنيا
بعد ذلك، تتطرّق سلمى المفتي للعواقب طويلة المدى لعدم التعامل مع الصدمات بشكلٍ فوري، حيث تُشبّهها بالجرح العميق الذي يمكن أن يتفاقم ويُسبِّب الألم ويمنع الحركة إذا لم يتم تنظيفه والعناية به بشكلٍ صحيح. وتمامًا مثل الشفاء من الجروح، فإنّ التعافي من الصدمات قد يأخُذ بعض الوقت لكنّه في النهاية أمر لا بد منه ليعيش الأفراد الذين تعرّضوا للصدمة حياة أكثر توازنًا وصحّة.
تُناقش المفتي بعد ذلك منهجها في العلاج النفسي لمُساعدة الأشخاص على التعامُل مع الصدمات، حيث تتبع المدرسة الفكريّة للعلاج السلوكي المعرفي، وهي المدرسة التي تقوم على مُساعدة الأشخاص في التركيز على حاضرهم بدلاً من الخوض في الماضي. والهدف من ذلك هو استبدال ذكريات الماضي بذكريات جديدة أكثر إيجابيّة تحل محل الذكريات السلبيّة المُخزّنة في العقل اللاواعي، وبالتالي بناء نوع من المقاومة لهذه الذكريات.
اقرأ أيضًا: تعلم كيف تتخلص من التفكير الزائد والقلق من خلال هذا البودكاست
في العموم، يتمتّع الإنسان بالقُدرة على شفاء نفسه، لكن في بعض الحالات، تكون الصدمة أكبر من أن يتحمّلها العقل وأقوى من أن يُعالجها الشخص بمفرده، ولذلك قد يتطلّب الأمر مُساعدة شخص مُتخصِّص حتى يصل الشخص الذي تعرّض للصدمة في حالة سلام مع نفسه ويستطيع قبول جميع جوانب ماضيه. بالإضافة إلى ذلك، ترى سلمى المُفتي أنّه ليس من الصحيح الاحتفال بشخصٍ ما على أنّه تخلّص من تأثير الصدمة لمُجرّد توقفه عن التفكير فيها، ولكن من المُهم ملاحظة التغيُرات في سلوكه وأفكاره.
وفي بعض الأحيان، قد يتطلّب الأمر أكثر من مُعالج، وطُرُق علاج أخرى مثل EMDR، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بالرسم للشفاء التام من الصدمات. وتُؤكِّد المفتي أنّ الماضي سيظل موجودًا دائمًا، وأوّل خطوة للعلاج هي تقبُّله والاعتراف بحدوثه والتسامُح مع النفس.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: ما هو مفتاح النجاح؟
بعد ذلك، تُوضّح سلمى المفتي أنّ العلاج النفسي لبعض الحالات قد يستغرق وقتًا طويلًا، ويرجع ذلك إلى العوائق النفسيّة والتراكمات العالقة في العقل التي تحول دون الوصول إلى السلام النفسي، ولذلك يجب مواجهة أي مشاكل نفسيّة على الفور والاستثمار في الذات والاعتراف بقيمة العلاج في تحسين الصحة العقليّة والرفاهيّة العامّة للفرد.
وفي النهاية، تدعو المفتي الجماهير إلى أن يكونوا أكثر انفتاحًا حول فكرة الصحّة النفسيّة وتُهاجم ما يُعرف بوصمة العلاج النفسي وتدعو إلى التخلّص منها، وأنّه إذا تم حل هذه القضايا، فسوف تُؤدِّي إلى خروج جيل أكثر توازنًا وإيجابيّة.
اقرأ أيضًا: الحياة تجارب ومواقف| بودكاست في التجربة حياة
ابدأ بتعلم البودكاست من خلال مقالاتنا المميَّزة، كما سنُقدِّم لك شروحات لـ فيديوهات بودكاست بالعربي. تعلّم الآن
Source link