قصة هيلين كيلر كاملة | الطفلة المعجزة
[ad_1]
لعلَّ جميعنا يدرك العبارة الشَّهيرة الَّتي تقول أنَّ لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس. ربما هذا هو المبدأ الذي يلخص حياة الشَّخصيات العظيمة التي عرفنا عنها بعدما خلّدها التاريخ وكتبت عنها الكتب، فقد أصبحت هذه القصص هي مصدر الإلهام للعديد منا؛ حيث أنها تتحدث عن أشخاص أصابتهم عدة عقبات في حياتهم، فتغلبوا عليها، وجعلوا من معاناتهم مصدراً للقوة، حتى استطاعوا تحقيق إنجازات عظيمة تتوارثها الأجيال.
اقرأ المزيد من القصص الملهمة، وقصص النجاح على موقع فرصة. تصفّح جميع القصص
من بين هذه الشخصيات العظيمة، الكاتبة الأمريكية هيلين كيلر، التي أصابها المرض منذ بداية حياتها وعاشت بعدها تصارع ضعفها وتحاول التغلب عليه. دعونا الآن نتعرَّف على قصة هيلين كيلر.
من هي هيلين كيلر؟
هيلين كيلر هي ناشطة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، أصيبت بمرض وفقدت على إثره حاستي السمع والبصر في بداية حياتها. وتتمثل قصة نجاحها في تعلّم القراءة والكتابة بالرغم ممّا أصابها، وتدريبها على التواصل مع الأشخاص من حولها من خلال الإشارات وقراءة الشفاه، وكان هذا إنجازًا غير عاديّ في مجال تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة؛ حيث ساعدت قصَّتها على تغيير تصوّرات الأشخاص الصمّ والمكفوفين لأنفسهم، وتغيير تصوّرات العالم لهم.
“الحياة إما مغامرة جريئة أو لا شيء على الإطلاق”
– هيلين كيلر
اقرأ المزيد: قصة نجاح قصيرة: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
اقرأ أيضًا: قصة نجاح واقعية: طموح وكلمة
بداية القصة: حياة هيلين المبكرة
ولدت هيلين كيلر في 27 يونيو عام 1880، في توسكومبيا، وهي مدينة صغيرة في شمال ألاباما في الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت طفلة معافاة تمامًا عند ولادتها، وفي سن الستة أشهر كانت قادرة على نطق بعض الكلمات. عندما كانت هيلين كيلر تبلغ من العمر 19 شهرًا أصيبت بمرض يُقال إنه الحُمّى القرمزيّة، والَّذي أدى إلى فقدانها حاسّتي السَّمع والبصر وبعدها فقدت القدرة على الكلام أيضًا، فأصبحت حينها كمن يولد مجددًا.
بعد عدة أشهر من إصابتها بالمرض بدأت هيلين بلمس الأشياء لتتعرف عليها، ولكنها شعرت بحاجة مُلحَّة للتَّواصل مع الأشخاص حولها؛ فبدأت بإصدار بعض الإشارات للتعبير عن رغباتها؛ فهزة الرأس مثلًا كانت تعبر عن الرفض، والإيماءة تعبر عن القبول. وعندما بلغت هيلين السادسة من عمرها قام والداها باصطحابها لطبيب يدعى ألكسندر جراهام بيل، حتى يقوم بفحصها ويمنحهم معلومات عن مدارس ومعلمين للأشخاص الصمّ والمكفوفين. ونتيجة لذلك، رَشَّح لها الطَّبيب مُدرّسة تبلغ من العمر عشرين عامًا تدعى آن سوليفان، وهي معلمة مرموقة ومبدعة، كانت تعمل في معهد للمكفوفين.
اقرأ المزيد: قصص قصيرة معبرة
قصة نجاح هيلين كيلر مع الآنسة سوليفان
كانت هيلين على وشك أن تبلغ السابعة من عمرها عندما وصلت السيدة سوليفان، وكان ذلك بمثابة نقطة تحوّل؛ حيث أنها أحدثت تغييرًا جذريًّا في حياة هيلين منذ أول يوم. كانت الآنسة سوليفان مُتفهمة لحالة هيلين وتُعاملها بحزم ورقة في الوقت ذاته، فكانت مقربة جدًا من هيلين ورفيقتها الدّائمة في المنزل واستمرت على هذا المنوال حتّى يوم وفاتها.
في الصباح التالي الذي أعقب وصول المعلمة سوليفان، أهدت هيلين دمية وعلمتها كيف تنطق كلمة “دمية”، حيث قامت المعلمة بتكرار الكلمة وتهجئتها عِدّة مرات في حين كانت هيلين تستكشف الحروف من حركة شفاه المعلمة. شعرت هيلين بفرحة عارمة على إثر هذا النجاح، وجرت الحياة على هذه الحال عدة أشهر أخرى، تعلمت بها هيلين كيف تشعر بالأشياء وتربطها بالكلمات التي كانت تكتبها المعلمة على راحة يدها، وتعلمت نطق الجُمَل الَّتي كانت تُكتَب على ورق مُقوّى بطريقة مرتفعة عن السطح لتلمسها هيلين وتستطيع معرفة ترتيب الكلمات. أُرسلت هيلين بعد هذا التطور إلى معهد متخصص لتتعلم لغة برايل، وقد تطورت في قراءة شفاه الأشخاص؛ حيث كانت تضع يدها على شفاه وحنجرة المتحدث بينما يقوم بتهجئة الحروف لها.
وعلى الرغم من أنَّ علم الحساب لم يكن العلم المفضل لدى هيلين إلّا أنَّها تعلَّمت كيف تجمع وتطرح الأرقام بمساعدة معلمتها، فقد كانت الآنسة سوليفان تقوم بتعليمها الأرقام والعد عن طريق حبّات الخرز وأعواد القشّ، فتقوم بترتيبهم داخل مجموعات وتنظّمهم. وفي سن الرّابعة عشرة التحقت هيلين بمدرسة للصّم في مدينة نيويورك، وحصلت بعدها على قبول في الجامعة لتتخرج بعدها بتقدير امتياز عام 1904.
في تلك الفترة بدأت هيلين بتأليف الكتب؛ وذلك بعد أن تطوَّرت مهاراتها بشكل كبير. وفي عام 1913، بدأت تعمل كمُحاضرة (بمساعدة أحد المترجمين) في المؤسسة الأمريكيَّة للمكفوفين. توالت جهود هيلين بعد ذلك لمساعدة وعلاج الأشخاص المكفوفين وإخراجهم من المصحات، حيث قامت بتنظيم لجان للمكفوفين في 30 ولاية عام 1937.
اقرأ أيضًا: إيلين: قصة قصيرة عن الصبر والمثابرة
وفاة هيلين كيلر
في عام 1961، أصيبت هيلين كيلر بسكتة دماغيَّة، اعتزلت على إثرها الحياة العامَّة وفضَّلت البقاء في المنزل. وفي 1 يونيو عام 1968، وبعد أسابيع قليلة من بلوغها سنّ الثامنة والثمانين تُوفّيت هيلين كيلر وأُحرقت جثّتها ودُفِن رمادها في كاتدرائية واشنطن إلى جانب رفيقاتها آن سوليفان وبولي تومسون.
اقرأ الآن عن اللاعب المتواضع الذي وصل إلى العالمية: قصة نجاح محمد صلاح
تعرَّف أيضًا على قصة نجاح إنستغرام
أبرز أعمال هيلين كيلر الأدبية
لم تتوقف هيلين على الرغم من صعوبة الحياة التي عاشتها، بل كان الاتجاه للكتابة هو التَّحدي الأكبر الذي خاضته، فتركت وراءها العديد من المؤلّفات الَّتي بقيت مصدراً للإلهام لدى العديد من الأشخاص حتّى يومنا هذا، إليكم أبرز ما كتبته هيلين كيلر خلال حياتها:
1- كتاب قصة حياتي
يُعدّ هذا الكتاب أوَّل مؤلَّفات هيلين كيلر، وقد كتبته عام 1903. وهو سيرة ذاتية كتبتها هيلين عن حياتها المبكرة، وعن التَّجربة الَّتي مرَّت بها بعدما فقدت السمع والبصر. تتحدث أيضًا عن رحلتها في تعلُّم القراءة والكتابة والإحساس بالأشياء مع المعلمة آن سوليفان، وكيف استطاعت أن تتغلب على المشكلات التي واجهتها في التواصل مع الآخرين، مع العلم أن الكتاب يتناول الفترة ما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
ويُعتبر هذا الكتاب عملًا أدبيًّا مُهمًّا، وهو من الأعمال الَّتي ما زالت حَيَّة وتُدرَّس إلى يومنا هذا؛ فالكتاب يتناول موضوعات مُهمَّة تَتعلَّق بأساليب التَّعليم وذوي الإعاقة، وطبيعة الإنسان بشكل عامّ.
تعرَّف الآن على شركة الألعاب الصغيرة التي تحولت إلى أضخم علامة تجارية في مجال الألعاب: قصة نجاح Lego
2- كتاب التفاؤل
نُشر هذا الكتاب عام 1903، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والخطابات الَّتي كتبتها هيلين كيلر وتتعلق بمفهوم التَّفاؤل ودوره في الحياة. تناقش هيلين في هذا الكتاب فكرة أن التفاؤل هو عنصر حيويّ وضروريّ لحياة سعيدة، كما أنه أمر أساسي للتغلب على مصاعب الحياة، وتقدم هيلين في هذا الكتاب نصائح حول كيفيَّة الحفاظ على النَّظرة الإيجابيَّة في الحياة بغضّ النَّظر عن الظُّروف المحيطة.
إنَّ قراءة هذا الكتاب أمر لا بدّ منه لأيّ شخص يسعى لتطوير ذاته وتنمية حياته بطريقة إيجابية، فإذا كُنتَ تودّ معرفة المزيد عن قوة التفاؤل وكيف يؤثر على حياتك الخاصَّة، فإنَّ هذا الكتاب هو مكان رائع لتبدأ منه رحلتك.
إليك الآن: من هو غسان كنفاني | قصة غسان كنفاني
3- كتاب العالم الذي أعيش فيه
نُشر هذا الكتاب عام 1908، وهو تكملة لكتابها الأول “قصة حياتي”. تتحدث هيلين في هذا الكتاب عن تجربتها على نطاق أوسع عن مواضيع تشمل موضوعات العلوم، الفلسفة، الأدب، والفن. على مدار الكتاب تتحدث هيلين عن تصوراتها للعالم الخارجي وكيف استطاعت الإحساس به عبر حواسها الأُخرى كاللّمس والشمّ والتّذوّق، وتناقش أيضًا الدَّور الذي لعبه التَّعليم في حياتها وحياة الآخرين، وأثره على تطوير شخصيتها.
يُعدّ هذا الكتاب نموذجًا مٌهمًّا في مجال دراسات المرأة، والإعاقة. وعلى غرار كتابها الأول، فإنَّ هذا الكتاب أيضًا لا يزال يحظى بإعجاب القُرّاء واهتمامهم حتى يومنا هذا.
تعرَّف الآن على القصة وراء الأمثال الشعبية.
4- ثلاثة أيام من الإبصار
وهي مقالة نشرتها هيلين كيلر عام 1933، تتخيل فيها الأشياء التي تودّ رؤيتها وتجربتها إذا استطاعت أن تمتلك حاسَّة البصر لمُدَّة ثلاثة أيّام. فلو تسنّى لها ذلك كانت ستودّ رؤية وجوه الأشخاص المُقرّبين لها، وتتمتَّع بجمال الطَّبيعة وكل الأشياء التي لم تتمكن من رؤيتها إلّا في الخيال.
عكست هيلين من خلال هذه المقالة أهميَّة الشُّعور بالامتنان تجاه الأمور التي نمتلكها في الحياة، ومن ضمنها حاسَّة البصر. وتُظهر المقالة تقدير هيلين لجمال الحياة والطبيعة والعلاقات الإنسانيَّة.
اقرأ المزيد : ماذا تعرف عن الخوارزمي وما هي أشهر أقواله وحكمه؟
5- كتاب الباب المفتوح
نُشر هذا الكتاب عام 1957، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والخطابات والرسائل التي كتبتها هيلين كيلر خلال حياتها. يغطّي هذا الكتاب عددًا كبيرًا من المواضيع الَّتي تتعلَّق بالتَّجارب الشَّخصيَّة الَّتي مرَّت بها هيلين، كآرائها السِّياسيَّة، وأفكارها حول مختلف القضايا الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة خلال تلك الفترة. كتبت هيلين أيضًا في هذا الكتاب عن الفُرص الَّتي حصلت عليها لتدافع عن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة، وعن إيمانها بالمساواة والعدالة الاجتماعيَّة والالتزام بالعمل حتّى يكون العالم مكانًا أفضل بالنّسبة لجميع الأشخاص.
إنَّ قراءة هذا الكتاب أمر مُهمّ لأيّ شخص مُهتمّ بفلسفة هيلين كيلر وحياتها السّياسيَّة وعملها تحديدًا، ويُعد إضافة قيِّمة إلى مكتبة أيّ شخص يرغب بالاطّلاع على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتّاريخ الأمريكي، ومُهتمَ بتحقيق العدالة الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة مؤثرة: الموت الأسود وملاكه الحزين
أبرز اقتباسات هيلين كيلر
“العمى يحجبنا عن الأشياء، لكن الصمم يعزلنا عن الناس.”.
“إنني أتوق لإنجاز مهمة عظيمة ونبيلة، ولكن وظيفتي الأساسية هي إنجاز المهمات الصغيرة كما لو كانت كبيرة ونبيلة”.
“أفضل وأجمل الأشياء في العالم لا يمكن رؤيتها أو حتى لمسها بل يجب أن يشعر بها القلب.”
“إن ما أبحث عنه ليس هناك بالخارج، إنه بداخلي.”
“ماذا سأفعل بثلاثة أيام فقط من الإبصار؟ سأرى كل جمال العالم الذي افتقدته”.
“على الرغم من أنَّ العالم مليء بالمعاناة، فهو مليء أيضًا بقصص النجاح”.
تُظهِر هذه الاقتباسات الحكمة والبصيرة الَّتي كانت عليهما هيلين كيلر خلال حياتها، وتعطي لمحة عن منظورها الفريد للحياة.
اقرأ المزيد: 8 دروس حياتية مستوحاة من مسلسل صراع العروش Game of Thrones
أبرز الأعمال السينمائية التي تستند إلى قصة هيلين كيلر
ممّا لا شكّ فيه أنّ قصّة هيلين كيلر قد ألهمت الكثيرين في مختلف المجالات، بما فيهم عالم السينما، فقد تمّ إنتاج العديد من الأفلام التي تدور حول قصّة هذه الطفلة المعجزة والفتاة المثابرة التي تحدّت العجز لتحقق النجاح في حياتها. ومن هذه الأفلام نذكر الآتي:
- فيلم “The Miracle Worker – 1962”
- فيلم “Helen Keller: The Miracle Continues – 1984”
- فيلم “Helen Keller in Her Story – 1981”
بالإضافة إلى بعض الكتب التي تتناول قصة هيلين بتفصيل أكثر، أبرزها:
- “Helen Keller: A Life” (1998)
- “The Education of Helen Keller” (1955)
- “Helen Keller: Rebel Lives” (2007)
- “Helen Keller: Courage in the Dark” (2004)
- “Helen Keller: The Most Famous Deaf-Blind Person in the World” (2009)
اقرأ المزيد: 12 طريقة فعالة كي تخصص وقتا للقراءة
اقرأ المزيد: حبل الخوف قصير | كيف تتخلص من خوفك لتحقيق النجاح في حياتك
استمتع الآن بقراءة الكثير من المقالات المتنوِّعة والمتوفِّرة على بوابة تَعلَّم على موقع فرصة! تصفَّح الآن
كانت هذه هي قصة هيلين كيلر؛ الشَّخصيَّة البارزة الَّتي ألهمت العديد من الأشخاص عبر الأجيال، ولا تزال قِصّتها تُدرَّس حتى يومنا هذا؛ فهي مثال على القُوّة والإيجابيَّة، الَّتي نحتاجها جميعًا لنستطيع التَّغلّب على صعوبات الحياة.
وبكل تأكيد لم تكن هيلين هي الشَّخصية الوحيدة التي أحدثت تغيّرًا في نظرة العالم لقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، فهناك العديد ممَّن هم مثلها خاضوا تجارب مشابهة، وعاشوا في صراع مع أمراض مختلفة، لكل منهم قِصَّته المختلفة الَّتي تغلَّب فيها على معيقات الحياة، ولكنهم اشتركوا في أمر واحد؛ وهو أنَّ الجسد إذا أعاق صاحبه عن المضي قدمًا، فإن الرّوح التي يملكها تتولى إكمال الطريق، فلا يستسلم من كان في داخله بريق أمل.
اقرأ المزيد: الاختلاف حق والتميز فضيلة| اختر دربك الخاص الحياة
اقرأ الآن: أفلام تحفيزية ستغير نظرتك للحياة
كما يمكنكم أن تتعرفوا على العديد من هذه الشخصيات البارزة وقصص نجاحهم من خلال خانة القصص القصيرة التي توفرها مدونة تعلَّم.
المصادر: The Story of My Life Book ،Britannic
Source link