مهارات العرض التقديمي الفعال | كيف تقدم عرض تقديمي ناجح
[ad_1]
تمّت كتابة هذا المقال بواسطة المتطوّع زيد الحق زياد العقاد من فلسطين
ينتاب الكثير من الأشخاص مشاعر من القلق والخوف عندما يأتي في أذهانهم فكرة الحديث أو القيام بعرض تقديمي أمام جمهور، فيتراجعون عن تلك الفرصة ويحرمون أنفسهم من تجربتها تحت ذريعة الخوف من التحدث أو العرض أمام الآخرين، وبذلك تضيع عليهم هذه الفرصة التي قد لا تتاح لغيرهم، بل وقد لا تتاح لهم مرّة أخرى.
الخوف من التحدّث أمام الجمهور أمرٌ طبيعي، حيث يعدّ أحد الأمور التي تتربّع على قائمة المخاوف الأكثر انتشارًا بين الناس، بل إنّ البعض يخشى التحدث أمام الجمهور أكثر من الموت، ولكن هناك عدة مهارات تساعد على زيادة ثقة المتحدث بنفسه إن أتقنها وتعطي للمتلقي إيحاءً إيجابيًا بمدى ثقة المتحدث بنفسه وإلمامه بالموضوع الذي يتحدّث عنه.
سجل الآن في دورات تطوير الذات اون لاين
ونظرًا لأنّ إعطاء العروض التقديمية ينطوي على الوقوف أمام جمهور والتحدّث إليه، فأنت بحاجة إلى بعض النصائح التي تساعدك في زيادة ثقتك بنفسك وبالتالي تقديم عرضك بنجاح. تنقسم هذه النصائح إلى ثلاثة أقسام أساسية:
أولا: نصائح عند التحضير لمحتوى العرض التقديمي
التحضير الجيد، ينجم عنه نتائج جيدة، التزم بالنصائح التالية خلال مرحلة تجهيز وإعداد عرضك التقديمي:
العنوان
احرص أن يكون عنوان موضوعك مشوّقًا فكلما كان عنوان الموضوع مشوّقًا، زادت فرصك في لفت انتباه الجمهور للموضوع الذي ترغب في التحدث عنه. كن مبدعًا وابتكر عنوانًا جذّابا يثير فضول القارئ وحماسه لمعرفة المزيد. وابتعد عن العناوين المستهلكة والشائعة.
الفكرة
احرص أن تكون فكرة موضوعك واضحة ومحددة وليست عامة. فكلما كانت الفكرة عامة احتجتَ وقتًا أطول في الحديث عنها وتغطية جميع جوانبها. بل وإعطاء كلّ جانب حقّه وهو أمرٌ قد لا يُتيحه لك الوقت المخصّص لتقديم عرضك.
الشكل العام للعرض
- العرض التقديمي هو وسيلة مساعدة ومساندة للمتحدث وليس مصدراً للمعلومات. تذكّر أنّ مصدر المعلومات الأساسي هو المتحدث فقط، بمعنى آخر “أنت”. لذلك اقتصر على كتابة الجمل المفتاحية التي تساعدك على تذكر النقاط المخطط الحديث عنها بالترتيب أثناء الشرح.
- حاول قدر الإمكان كتابة جمل قصيرة وبسيطة وقم بانتقاء كلمات سهلة النطق. تجنب الكلمات التي تعتقد أنك قد تجد صعوبة في نطقها، وتجنب أيضًا تكديس الشرائح بالكثير من الجمل المركبة والمعقدة لأن ذلك يعمل على إرباك الجمهور.
- عند كتابة محتوى شرائح العرض التقديمي، تجنب استعمال الكثير من الألوان التي قد تعيق انتباه الجمهور وتتعب عينيه عند النظر إليها. بدلاً من ذلك، ركّز على لون أو لونين واضحين فقط.
- احرص على أن يكون الخط المستعمل مفهومًا من حيث الشكل والحجم، فلا يكون صغيرًا جدًا يصعب على الجمهور قراءته ولا كبيرًا جدًا يجعل عرضك يبدو فوضويًا غير مرتّب.
اقرأ أيضًا:كيف أنمي حس المبادرة لأصبح قياديا ناجحا
الإلقاء
احرص على التمرَّن على إلقاء المحتوى أمام عائلتك أو أصدقائك لأن ذلك يساعدك في توقع الوقت الذي تحتاجه خلال العرض. حيث أنّك وكلما تمرَّنت على الإلقاء، قلّ الوقت الذي تحتاجه لإنهاء العرض كما أن ذلك يساعدك على زيادة الإلمام بالمحتوى وبالتالي يقلل من الخوف والرهبة عند التحدث.
ليس هذا وحسب، التمرّن والتدرّب الجيد سيساعدك على اكتشاف نقاط القوة وتعزيزها وكذلك نقاط الضعف وبالتالي العمل على معالجتها.
اقرأ أيضًا: كيف أتمتع بقدر أكبر من القبول والود
ثانيا: نصائح عند البدء وخلال العرض التقديمي
إن كنت قد التزمت بالنصائح السابقة خلال مرحلة الإعداد والتحضير للعرض التقديمي، فأنت ستُبلي حسنًا بلا شكّ، والنصائح التالية ستساعدك في تحقيق هذا الأمر أيضًا:
كن في القاعة باكرا!
احرص على التواجد مبكرًا في المكان الذي ستقوم بإجراء العرض التقديمي فيه وتفقّد كافة الأدوات وجهاز الحاسوب، كما يمكنك أيضًا أن تعرض المحتوى إلى حين مجيء الوقت المحدّد لأن ذلك يساعدك في توفير الوقت على المتحدث لاسيما إن كان وقت العرض التقديمي محدّدًا.
ليس هذا وحسب، بهذه الطريقة، ستضمن استكشاف أيّ أعطال محتملة وإصلاحها باكرًا قبل بدء العرض، وحضور الجمهور.
ابتسم وابدأ بمقدمة مناسبة
ابدأ التحدث بابتسامة خفيفة على ثغرك وقِفْ منتصب القامة، لأن الابتسامة تعطي إيحاءً بالإيجابية وتساعد في التخلص من الارتباك والخوف، فضلاً عن أنّك ستكسب من خلالها قلوب المتلقين وبالتالي تساعد على كسر الحواجز بينك وبينهم. أمّا الوقوف المنتصب، فيُعطي هو الآخر انطباعًا بمدى ثقتك بنفسك، ويسهم في تحسين أدائك.
بعد الابتسام والتحيّة، ابدأ حديثك بنبذة مختصرة عن نفسك وعن أهمية الموضوع الذي تريد التحدث عنه، لأن ذلك يعطي إيحاءً بأنك على إلمام بالموضوع وتمتلك خبرة ومعلومات مسبقة حوله.
اقرأ أيضًا: 15 طريقة لتبدأ خطابا مشوقا
انتبه إلى لغة جسدك
- احرص على الوقوف في وسط القاعة أمام جميع المتلقين، وتجنّب الشرح وأحد المتلقين يجلس خلفك لأن ذلك سيعطيه انطباعًا بأنك تتجاهله.
- راعِ توزيع النظرات ولا تركّز نظرك على شخص واحدٍ فقط كما لو أنك تشرح له لوحده لأن ذلك سيُربِكه وسيشعر بقيّة الجمهور بأنّه لا أهمية لوجودهم.
- تجنب الوقوف في مكان واحدٍ خلال الشرح وتقديم العرض… بدلاً من ذلك تحرّك بانتظام داخل القاعة لكن لا تبالغ، فالتحرّك السريع والكثير في القاعة سيأتي بنتائج عكسية وسيؤدّي إلى تشتيت الجمهور.
- هناك عدة وضعيات تجنبها أثناء العرض التقديمي مثل شبك اليدين أو وضعهما في جيب البنطال… هذه الوضعيات توحي بالانغلاق عن الجمهور وتضع بينك وبينهم حاجزًا.
- تجنب الإمساك بقلم في يدك إلا للضرورة، وإن كنت ترتدي ساعة أو أيّ نوع من الاكسسوارات في يدك، فالأفضل أن تخلعها لاسيما إن كنت تستعمل يديك كثيراً أثناء الشرح وكانت هذه الاكسسوارات تصدر صوتًا قد يزعج جمهورك ويشتت تركيزه.
- لا تعطي ظهرك للجمهور أثناء الشرح إلا في حال استقبال إجابات منهم وكان من الضروري أن تكتب معلومة ما على اللوحة.
اقرأ أيضًا: الكاريزما وقوة الحضور
اقرأ أيضًا: أسرار لغة الجسد وتعابير الوجه؟
اقرأ أيضًا: لغة الجسد والثقة بالنفس
كن مستعدا لكل شيء
استعدّ جيدًا لكلّ ما قد لا يكون متوقعًا! على سبيل المثال، احتفظ بورقة صغيرة أمامك على طاولة جهاز الحاسوب، حتى إذا ما حدث خلل ما في الجهاز وتوقف العرض التقديمي أو أصابه خلل سيكون لديك النقاط الرئيسية التي تساعدك على استكمال العرض التقديمي وكأن شيئًا لم يحدث، ويعطي ذلك انطباعًا بأنك ملمّ بالموضوع ولست معتمدًا على العرض التقديمي فقط بل على ما تمتلكه من معلومات.
تجنب المتلازمة الكلامية
والتي تعني ذكر كلمات معينة مرارًا وتكرارًا أثناء العرض التقديمي مثل كلمة “يعني” أو “إذن”…الخ.
بدلاً من ذلك باستعمال كلمات أخرى تعطي نفس المعنى… تجنّب أيضًا التأتأة أثناء الكلام التي توحي غالبًا بأن المتحدث يعتمد في شرحه على الحفظ واستذكار المعلومات، حيث يمكنك التغلّب على مشكلة المتلازمة الكلامية من خلال التمرُّن والتدريب الجيّد قبل العرض التقديمي.
تحكم في قاعة العرض
- إذا حصل ظرف ما أثناء العرض فدخل مثلاً القاعة شخص ما كان متأخراً وعمل على تشتيت الحضور، فتصرّف فوراً وحاول إدارة القاعة قدر الإمكان دون انتظار مبادرة من أحد الحضور للقيام بذلك.
- إن حاول أحد الحضور التأثير سلبيًا على زملائه داخل القاعة والعمل على تشتيتهم فاطلب منه مثلاً ان يتطوّع لقراءة المحتوى المكتوب أو وكّل إليه أي مهمة أخرى توقفه عن تشتيت زملائه في القاعة.
- قد يشعر بعض الحضور بالملل أثناء العرض التقديمي، إن لاحظت ذلك فبادر بتوجيه بعض الأسئلة لجمهورك على أن تكون ذات علاقة بموضوع العرض. بهذه الطريقة ستعيد إليهم تركيزهم وتُسهم في إثراء النقاش وتبادل الأفكار خلال العرض التقديمي، لكن تجنّب توجيه الأسئلة التي تثير الجدل أو تعطي الجمهور مساحة مفتوحة للنقاش.
- التنوع في طرق العرض يعمل على زيادة تركيز الجمهور وهو طريقة فعّالة للتحكم التام في قاعة العرض، فاحرص إذن على استخدام أساليب مختلفة في العرض، كالأفلام أو الصور أو سرد قصّة قصيرة ذات علاقة.
ثالثا: نصائح عند الانتهاء من العرض التقديمي
- اختم العرض بابتسامة رقيقة كما بدأت وافتح المجال للجمهور للأسئلة إن وُجدت ليكون العرض متكاملاً.
- إن تلقيت سؤالاً ما لا تعلم إجابته فلا ترتبك أو تتوتّر، بل حوّل ذلك السؤال إلى سؤال جماعي موجه للجمهور. بهذه الطريقة ستسهم في تبادل الأفكار وإثراء النقاش بينهم.
- إن عجز الجمهور عن الإجابة عن هذا السؤال فوكّله إليهم كمهمة للبحث عنها وفي اليوم التالي تتم مناقشة الإجابات، لكن لا تهرب من الأسئلة أو تتجاهلها لأن ذلك يعطي انطباعًا سلبيًا بعدم إلمامك الجيد بالموضوع.
- يمكنك أيضًا أن تعتذر وتوضّح أنّك لا تملك إجابة مناسبة في الوقت الحاضر، وتؤكّد بعدها بأنّك ستبحث عن إجابة شافية وتخبرهم بها.
كما ترى فالتحدّث أمام الجمهور وإعطاء العروض التقديمية ما هي إلا مهارة ترتكز على مهارات أساسية أخرى تتعلّق بجوانب متعدّدة مثل:
- كيفية كتابة المحتوى والتحضير له وانتقاء فكرة الموضوع.
- لغة الجسد.
- كيفية إدارة القاعة أثناء تقديم العرض التقديمي والتعامل مع كافة الحضور .
إن حرصت على تطوير هذه المهارات وصقلها كلّا على حدى، فإن التحدّث أمام الجمهور أو تقديم العروض لن يكون تحديًّا مخيفًا بعد الآن، وشيئًا فشيئًا ستحترف هذا الأمر لتصبح قادرًا على الوقوف بثقة أمام جمهور صغيرًا كان أو كبيرًا، وإيصال فكرتك دون أدنى خوف أو توتّر.
عن الكاتب:
زيد الحق العقاد 22 عامًا، من فلسطين. خريج آداب لغة انجليزية من الجامعة الاسلامية ويعمل الآن كمتطوع ومدرب، كما أنه كاتب قصصي ومقالات ومهتم بمجالي التنمية البشرية وعلم النفس.
اقرأ أيضًا: كيف تنشئ عرض تقديمي مميز لجمهور متعدد الثقافات؟
اقرأ أيضًا: نصائح لإنشاء عرض تقديمي احترافي Presentation
مقالات أخرى لنفس الكاتب:
Source link