من هو غسان كنفاني | قصة غسان كنفاني
[ad_1]
في عالم الأدب والنضال الفلسطيني، يبرُز اسم غسان كنفاني كواحد من الشخصيات البارزة التي قدّمت إسهامات هائلة للأدب، وفي نفس الوقت كانت صوتًا قويًّا يُعبِّر عن النضال الفلسطيني. لقد جعل منه تاريخه الغني شخصيةً لامعة ترسّخت في ذاكرة الكثيرين كرمز للتفاني والثبات في وجه التحديات.
تصفَّح الآن العديد من القصص الملهمة وقصص النجاح وراء العديد من الشخصيات المعروفة عربيًا وعالميًا على فرصة. تصفح القصص القصيرة
يتناول هذا المقال رحلة حياة غسان كنفاني ويكشف عن مُساهماته البارزة في الأدب العربي، فضلًا عن دوره الحيوي في تشكيل الوعي الفلسطيني وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية. دعونا نستكشف قصّة هذا الأديب العبقري والناشط المُثابر، الذي استطاع أن يترك بصمته القويّة في تاريخ النضال الفلسطيني والأدب العربي.
إليك الآن: عبارات قصيرة عن فلسطين | اقتباسات عن فلسطين
بداية حياة غسان كنفاني
وُلِد غسان كنفاني في مدينة عكّا عام 1936 لعائلة من الطبقة المُتوسِّطة من أصل كُردي، حيث كان الابن الثالث لمحمد فايز كنفاني، المحامي الذي كان نشطًا في الحركة الوطنيّة الفلسطينية التي عارضت الانتداب البريطاني وسياساته في تمكين الهجرة اليهودية. كان له خمسة إخوة هم غازي ومروان وعدنان ونعمان وحسن، وشقيقتان هما فايزة وسهى.
نتيجةً لنشاطاته، سجن البريطانيّون محمد كنفاني عدّة مرّات عندما كان غسّان لا يزال طفلًا. وتلقّى غسّان تعليمه الأساسي في مدرسة فرنسيّة في مدينة يافا. في شهر مايو، عندما امتدّت الأعمال العدائيّة في الحرب العربيّة الإسرائيليّة عام 1948 إلى عكا، اضطر كنفاني وعائلته إلى الخروج منها ضمن حركة النزوح الجماعي للشعب الفلسطيني. وفي رسالةٍ كتبها بعد عقود، أشار إلى العار الشديد الذي شعر به وهو في سن العاشرة عندما رأى رجال عائلته يُسلِّمون أسلحتهم ليصبحوا لاجئين.
بعد فرارهم لمسافة حوالي 17 كيلومترًا شمالًا، استقرّوا أخيرًا في دمشق، سوريا. نظرًا لأنّهم نزحوا وتركوا معظم أموالهم في عكّا، كانت أسرة غسّان في هذا الوقت فقيرة نسبيًّا. لذلك، أنشأ الأب مكتبًا صغيرًا للمحاماة، مع الاعتماد على عمل الأولاد بدوام جزئي بجانب دراستهم لإضافة المزيد من الدخل للأسرة.
وهناك، عمل غسّان في مطبعة، وقام فيما بعد بتوزيع الصّحف بالإضافة إلى عمله في أحد المطاعم. وأكمل كنفاني تعليمه الثانوي، حيث حصل على شهادة التدريس من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في عام 1952. تمّ تعيينه لأوّل مرة كمُدرِّس فنون لحوالي 1200 طفل فلسطيني نازح في مُخيَّم للاجئين، حيث بدأ بكتابة قصص قصيرة لمُساعدة طُلّابه على فهم طبيعة وضعهم الحالي.
إن كُنت مُهتمًا بالأدب الفلسطيني ف تصفَّح مقالتنا المُميزة والتي تُطلعك على كتب وروايات تتحدث عن القضية الفلسطينية
الخلفية السياسيّة والمهنيّة
في عام 1952، التحق غسّان بقسم الأدب العربي في جامعة دمشق. وفي العام التالي، التقى بجورج حبش، الذي عرّفه على السياسة وكان له تأثير مُهم على أعماله الأدبيّة الأولى. في عام 1955، قبل أن يتمكّن من إكمال شهادته بأطروحة حول “العرق والدين في الأدب الصهيوني”، والتي كان من المُقرَّر أن تُشكِّل الأساس لدراسته عام 1967 حول الأدب الصهيوني، طُرِد كنفاني من الجامعة بسبب انتماءاته السياسيّة إلى حركة القوميين العرب التي كان حبشي قد ضمّه إليها.
انتقل كنفاني بعد ذلك إلى الكويت عام 1956 خلفًا لأخته فايزة كنفاني ليعمل هناك بإحدى المدارس الكويتيّة. وهناك، أمضى غسّان الكثير من وقت فراغه مستغرقًا في الأدب الروسي. وفي العام التالي أصبح رئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنيّة، وهي صحيفة تابعة لحركة القوميين العرب. وفي عام 1960، ارتحل غسّان مرّةً أخرى، لكن هذه المرة إلى بيروت، بناءً على نصيحة صديقه حبش، حيث بدأ بتحرير صحيفة الحريّة الناطقة باسم حركة القوميين العرب، والتي اهتمّ فيها بمقالات عن الفلسفة والسياسة الماركسيّة.
اقرأ أيضًا: من الشوارع للعالمية: قصة نجاح اللاعب رياض محرز
في عام 1961، تزوّج غسان كنفاني من آني هوفر، وهي معلمة دنماركيّة وناشطة في مجال حقوق الأطفال، وأنجبا طفلين. في عام 1962، أُجبر كنفاني على الاختفاء لفترة وجيزة لأنّه – باعتباره شخصًا عديم الجنسيّة – كان يفتقر إلى أوراق الهويّة المُناسبة. عاد غسّان للظهور مرةً أخرى في بيروت في وقتٍ لاحق من نفس العام، وتولّى رئاسة تحرير صحيفة “المُحرّر”، حيث كان مسؤولًا عن تحرير إصدارها الأسبوعي بعنوان “فلسطين”.
اقرأ أيضًا: قصص شخصيات عربية مشهورة: ابن بطوطة
في عام 1967، أصبح غسّان رئيس تحرير صحيفة أخرى هي الأنوار، كما كتب فيها بعض المقالات تحت اسم مُستعار هو “فارس”. كما كان رئيس تحرير مجلة الصياد وهي المجلة الشقيقة لجريدة الأنوار. وفي نفس العام انضمّ غسّان كنفاني أيضًا إلى الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، وفي عام 1969، استقال من عمله كمُحرر لجريدة الأنوار ليعمل مُحرِّرًا للمجلّة الأسبوعيّة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين التي عُرفت باسم “الهدف”.
بالإضافة إلى ذلك، كان غسّان يقوم بصياغة برنامج الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين والذي تبنّت فيه الحركة رسميًّا أفكار الحركة الماركسيّة اللينينيّة، وهو الأمر الذي كان يُعدّ بمثابة خروج عن القوميّة العربية نحو النضال الفلسطيني الثوري. كان كنفاني أيضًا أحد المساهمين في مجلة لوتس، وهي مجلّة تم إطلاقها عام 1968 بتمويل من مصر والاتحاد السوفيتي. وفي وقت اغتياله، كان غسّان يُجري اتِّصالات مُكثّفة مع الصحفيين الأجانب والعديد من اليهود الإسكندنافيين المناهضين للصهيونية، حيث كانت كتاباته السياسيّة وصحافته لها تأثير كبير على الفكر والإستراتيجيّة العربيّة في ذلك الوقت.
من خلال مقالاته، دافع غسان كنفاني بحماس عن القضية الفلسطينية، وسلّط الضوء على المظالم السياسيّة والاجتماعيّة التي يُواجهها شعبه. إنّ تحليلاته الثاقبة والتزامه الشديد بالعدالة جعلت منه صوتًا مسموعًا للقضيّة الفلسطينيّة في العالم العربي.
اقرأ أيضًا: أوبرا وينفري: من طفولة قاسية وبدايات مُتواضعة إلى قطب إعلامي لامع
المسيرة الأدبيّة لـ غسان كنفاني
على الرَّغم من كَون غسّان مُفكرًا سياسيًا وصحفيًا مُتمرسًا، إلّا أنّه كان يرى الأدب بمثابة الروح التي شكَّلت أفكاره وسياساته وتوجّهاته. وُصِف أسلوب كنفاني الأدبي بأنّه “واضح ومباشر”، حيث مثّل أسلوبه السردي الحداثي – باستخدام تأثيرات الفلاش باك ومجموعة واسعة من الأصوات السرديّة – تقدّمًا مُتميّزًا في الرواية العربية.
كان كنفاني يتميّز بقدرته الكبيرة على الكتابة والتعبير عن المشاعر والتجارب الإنسانيّة. بدأ مساره الأدبي بالكتابة في الصحافة، ثم سرعان ما اتّجه إلى الكتابة الأدبيّة وأصدر روايته الأولى بعنوان “رجال في الشمس” عام 1963، والتي أُعيد طبعها وتُرجمت إلى العديد من اللّغات.
في العديد من رواياته، يُصوّر غسّان المُعضلات المُعقَّدة التي يجب أن يُواجهها الفلسطينيون من خلفيّات مُختلفة بشكلٍ مُستمر. كان كنفاني أوّل من نشر مفهوم أدب المُقاومة في الأدب العربي. ففي عملَين نُشرا على التوالي في عامي 1966 و1968، لاحظت الناقدة الكبيرة – أوريت باشكين – أنّ أعماله تُكرّر كثيرًا مبدأ المُقاومة المُسلّحة بين سطورها، حيث يُصوِّر الوسائل العسكريّة باعتبارها الطريقة الوحيدة لحل المأساة الفلسطينيّة.
اقرأ أيضًا: قصة هيلين كيلر | الطفلة المعجزة
بدأ غسّان كنفاني بكتابة القصص القصيرة عندما كان يعمل في مُخيّمات اللاجئين، حيث بدأ بكتابة هذه القصص اعتقادًا منه بأنّ تعليم طلابه يجب أن يرتبط بمحيطهم المباشر. أثناء وجوده في الكويت، أمضى الكثير من الوقت في قراءة الأدب الروسي والنظرية الاشتراكيّة، وصقل العديد من القصص القصيرة التي كتبها، وفاز بجائزة كويتيّة نظيرًا لإبداعاته الأدبيّة.
بالحديث عن أبرز أعماله الأدبيّة، فرواية كنفاني الأولى “رجال في الشمس” التي نشرها عام 1963 أوصلته إلى شهرة أدبيّة كبيرة. تستعرض الرواية ببراعة حياة ثلاثة رجال فلسطينيين يبحثون عن عمل في حقول النفط الكويتيّة. من خلال رحلتهم الشاقّة، ينسج كنفاني رواية تتعمّق في الحالة الإنسانيّة للنازحين الفلسطينيين وسعيهم الدؤوب من أجل حياة أفضل. إنّ استكشاف الرواية المُثير للتحديّات الوجوديّة لم يلق صدى لدى الفلسطينيين فحسب، بل أيضًا مع القُرّاء على مستوى العالم، ممّا أكسبها استحسان النُقَّاد.
لم يقتصر كنفاني على النثر، حيث قدّم مُساهمات كبيرة في المسرح الفلسطيني. تُعتبر مسرحيّته “العودة إلى حيفا” (1969) – التي شارك في كتابتها مع جمعة الفرا – استكشافًا قويًّا للتعقيدات المُحيطة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم. تتناول هذه المسرحيّة – المُقتبسة من رواية غسان كنفاني – موضوعات الخسارة والمُصالحة وصراع الهويّات، وتقدم منظورًا دقيقًا للسرد الفلسطيني متعدد الأوجه.
تعرَّف على: المتشرد الذي وصل إلى العالمية | قصة نجاح لويس فيتون
ما هي أهم أعمال غسان كنفاني؟
-
رواية عائد إلى حيفا
-
كتاب أدب المقاومة الفلسطينية
-
رواية عن الرجال والبنادق
-
رواية القميص المسروق
-
مسرحية القبعة والنبي
-
رواية العاشق
-
رواية الشيء الآخر “من قتل ليلى الحايك”
-
رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان
-
رواية أرض البرتقال الحزين
-
كتاب الدراسات السياسية
-
رواية ما تبقى لكم
-
مسرحية جسر إلى الأبد
-
رواية عالم ليس لنا
-
موت سرير رقم 12
-
رواية رجال من الشمس
-
مسرحية الباب
-
رواية أم سعد
إليك أيضًا: من فقير إلى صاحب شركة عظمى: قصة نجاح شركة هوندا
اغتيال غسان كنفاني
في 8 يوليو 1972، اُغتيل غسان كنفاني في بيروت على يد الموساد الإسرائيلي، فعندما قام كنفاني بركوب سيّارته وتشغيلها، تمّ تفعيل قنبلة مُتّصلة بمفتاح الإشعال والتي انفجرت بدورها مُحطّمةً السيارة بالكامل. لم يمُت غسّان وحده في هذه الحادثة، بل قُتلت معه ابنة أخته لميس نجم البالغة من العمر 17 عامًا، والتي كانت تُرافقه.
تصفّح المزيد: قصة نجاح الأسطورة محمد علي كلاي
الدروس المُستفادة من قصة حياة غسّان كنفاني
تحمل حياة غسّان كنفاني دروسًا قيّمة يمكن استخلاصها من خلال قصته، ومن ذلك:
1- التفاني من أجل القضية الوطنية
كان كنفاني مُناضلًا مُكرسًا حياته بالكامل من أجل قضيّة فلسطين، وكان يعمل بشكلٍ مُستمر لنشر الوعي حول حقوق الشعب الفلسطيني. لذلك، فإنّ حياة غسّان كنفاني هي بمثابة درس واضح في التفاني من أجل القضايا التي يؤمن بها المرء وتكريس الحياة بالكامل للنضال من أجل هذه القضايا.
2- قوّة الكلمة
على الرّغم من التحديات السياسيّة والاجتماعيّة التي واجهها، استخدم كنفاني الكلمة كوسيلة للتعبير عن مشاعره وآرائه. فالكلمة يُمكن أن تكون في كثيرٍ من الأحيان أقوى من السلاح وقد تكون مُؤثِّرة بما فيه الكفاية لإحداث تغيير حتّى ولو كان بسيطًا.
3- الصمود والمثابرة
عاش غسان كنفاني في ظروفٍ صعبة – مثله مثل آلاف الفلسطينيين – تحت تأثير الصراعات السياسيّة. ومع ذلك، استمر في الكتابة والتعبير عن آرائه واستمر في دعم المُقاومة والدفاع عن حقوق شعبه بكل ما أوتي من قوّة، مُظهرًا بذلك صمودًا قويًّا ومُستعرضًا درسًا حول أهميّة الاستمرارية والسعي والمُثابرة في وجه التحديات.
اقرأ أيضًا: قصص نجاح ملهمة لشخصيات مشهورة
4- تأثير الأدب والثقافة
لا شكّ أنّ الأدب والثقافة يلعبان دورًا حاسمًا في تشكيل الوعي العام وتوجيهه تجاه مُختلف القضايا، فالأعمال الأدبيّة أو الفنيّة لديها القدرة على تسليط الضوء بشكلٍ كبير على قضايا سياسيّة مُحدّدة وعكس تأثيرها على حياة الأفراد والمجتمع. يُمكن للأدب أيضًا أن ينقل قصصًا مؤثرة تُظهر التحديّات والظروف التي يُواجهها الناس، مما يحث الجميع على التحرّك على أرض الواقع لتغيير هذه الظروف.
5- الاعتزاز بالهويّة
تُظهر أعمال كنفاني مدى اعتزازه بهويّته وثقافته وحرصه على الحفاظ على التاريخ الفلسطيني. فبالرغم من نزوحه من فلسطين مع عائلته منذ كان طفلًا، وبدء حياة جديدة في بلدان أخرى واستقراره هناك، إلا أنّه ظلّ مُتمسكًا بأصله مُعتزًا بهويّته وثقافته ضاربًا بذلك مثلًا للجميع في أهميّة الحفاظ على الهويّة مها كانت الظروف.
تصفَّح المزيد من المقالات المميزة والممتعة في مجال ريادة الأعمال والابتكار على تعلّم. اقرأ مقالات ريادة الأعمال
خِتامًا، لا شكّ أنّ قصة حياة غسّان كنفاني تُمثِّل مصدر إلهام للكثيرين، فقد كان كاتبًا ومُناضلًا فلسطينيًّا له بصمته الخاصّة على المشهد الأدبي والسياسي. من خلال التفاني في القضيّة الوطنيّة واستخدام الكلمة كوسيلة للتعبير، قدّم كنفاني دروسًا قيِّمة حول الصمود في وجه التحديّات وتأثير الأدب والثقافة في تشكيل الوعي وتحقيق التغيير.
لقد رسمت قصّة حياة كنفاني صورة للتفاني في خدمة القضايا الإنسانيّة والاستمرار في النضال حتّى آخر لحظة. من خلال أعماله الأدبيّة، نعيش الآن تجاربه ونشهد على القوّة التي يُمكن أن يحملها الفن والأدب في إلهام الأجيال القادمة.
إذا أعجبك هذا المقال، فلا تتردد في مُشاركته للتعريف بأحد أهم رموز النضال في التاريخ الفلسطيني. ولا تنسَ الاشتراك في موقعنا ليصلك كل جديد من مقالاتنا.
اقرأ أيضًا: من هو إيلون ماسك؟ | قصة نجاح إيلون ماسك
اقرأ أيضًا: من فكرة إلى شركة عالمية: قصة نجاح وتأسيس شركة Hotmail
اقرأ أيضًا: من مشروع ناشئ إلى شركة رائجة: قصة نجاح شركة كريم
Source link